June 5, 2023
By: Mohamed Sharaf Eldin, ACTC
Leadership Culture and Team Transformation Agent | ACTC | PCC | Coaching Educator, Mentor & Supervisor
للفهم طبيعة كوتشنج العلاقات والمجتمعات (المنظمات، فرق العمل، المؤسسات) ..
في منهجية الكوتشنج العميل هو من يكون في موضع المسئولية، حيث أن عليه المبادرة للخروج بالحل الذي يناسبه بافتراض أن العميل فيه من الموارد الكافية للمرور من محنته أو الوصول لهدفه “إنطلاقا من – لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”.. وبكون دور الكوتش ببساطة أن يدير حوار يساعد على تشكيل وعي جديد عند العميل، في هذا الحوار يكون دور الكوتش أن يساعد العميل أن يفهم نفسه بشكل أعمق، من حيث إعادة النظر إلى القدرات والإمكانات وأنماط السلوك المختلفة وكذلك القيم والمعتقدات المرتبطة بالعميل، واستكشاف النوايا تجاه الموضوع، ورفع واقع التحدي والأمور المحيطة به، لفهم أعمق وأشمل لأبعاد موضوع جلسة الكوتشنج، والبدء في تحدي العميل من خلال أسئلة فعالة للوصول إلى حل يناسبه .. ثم أخذ الالتزام منه بالخطوات التنفيذية وخطة العمل.
في هذه العلاقة يكون الكوتش عبارة عن أداة فاعلة في يد العميل، حيث أنه يسأل الأسئلة المناسبة لمسار الحديث، ويشجع العميل من خلال تصميم خريطة مسار للوصول إلى غرض الجلسة الذي يؤدي بدوره إلى إحداث التطور والتغيير عند صاحب المشكلة .
من أشهر أنواع الكوتشنج المنشرة هي “اللايف كوتشنج”Life Coaching أو كوتشنج الاداري والتنفيذي Business / Executive Coaching .. ويكون في هذه الحالة العميل شخص واحد فقط، وهذا بالطبع يساعد على وضع أهداف مناسبة للشخص، تطوير سلوك، أو المرور بقرارات وتحديات صعبة ..
أما كوتشنج العلاقات والمجتمعات .. يكون العميل هو المجتمع أو العلاقة (أيا ما كان هذا مؤسسة أو منظمة أو فريق عمل أو شركة أو جمعية أو علاقة زواج أو علاقة أخوية أو أبوة وبنوة أو شراكة من أي نوع – حيث يجتمع أناس حول أفكار وأدوار متفق عليها تجمعهم لمدة معينة من الزمن في مكان معين) ..
وهنا يختلف دور الكوتشنج حيث أن العميل هو ما بين الناس والاتفاق المرسوم بينهم أيا ما كان منطوقا أو غير منطوق (ويكون دور الكوتش هنا مساعدتهم لإيجاد والوعي بالاتفاقات والنوايا غير المنطوقة ومتفق عليها في أساس العلاقة)، وهكذا كلما حضر أشخاص من الفاعلين في العلاقة، كلما أدى ذلك لدور أشمل وأفضل لعملية الكوتشنج، حيث أن وجود طرف واحد فقط يقلل من إمكانات سماع الأصوات المختلفة في المجتمع أو العلاقة، ويقيد ذلك من دور الكوتش، فتكون العلاقة أشبه بعلاقة اللايف كوتشنج .. لأن وجود عنصر واحد برؤية شخصية، وزاوية واحدة للرؤية يحدد من الزوايا المختلفة ونقاط الخلاف المحتملة في النظام …
من خلال دور الكوتش الذي يسأل الأسئلة الصحيحة، ويضع الأدوات الصحيحة للعميل .. ويتحرك معه في واقعه الخاص لخلق خريطة جديدة للواقع، يستطيع العميل ايجاد روابط بين المشكلة وقدراته وامكاناته وايجاد كيفية جديدة للوصول لحل يمثل الهدف من الجلسة ..
من أمثلة المشكلات اللي بيتعامل معاها كوتشنج العلاقات :
في فرق العمل والشركات والمؤسسات:
- ضعف ارتباط أفراد فرق العمل ببيئة العمل، وتعاملهم مع المكان كأغراب (ضعف الإحساس بالانتماء)
- ضعف آداء الأفراد وهدر الطاقات في أمور ثانوية لا تساعد على الانتاج
- وجود سموم علاقات (لوم – نقد – سخرية – تهكم – طناش – تبرير .. ) أو عنف ومشاغبات تعطل من الآداء المتميز
- عدم وجود طموح جمعي ملهم لجميع الفراد في الفريق
- وجود عداوات وعدم شفافية في التعامل بين فرق العمل وبعضها
- عدم فاعلية القيادة في التعامل مع الطبقات الأخرى في الشركة والتواصل بين درجات المنظمة
- وجود أشكال من التمييز العنصري أو اللوني أو الجيلي أو الجنوسي وايجاد ثقافة مناسبة ضامة للجميع
- إصلاح العلاقات على المستوى الفردي وتطوير الأفراد في ناحية الذكاء العاطفي الذي يغذي العلاقات الداخلية والخارجية مع العملاء والتعامل مع الضغوط الداخلية والخارجية بسلامة وصحة
أما في العلاقات المجتمعية فهي كل ما سبق مع التعامل مع الجوانب الروحانية والروابط العاطفية …
منهجية التعاملات بين الكوتش والعميل، تتحدد من خلال اتفاق شراكة بينهما، من خلال ذلك تتحدد سير الجلسات التي تراعي ظروف ووقت وجهد العميل والاستثمار المتاح والعائد على الاستثمار المرجو …
الكوتشج الجيد لا يعطي نصائح مباشرة أو يقدم حلول جاهزة، ولكن من الممكن من وقت لآخر الاستئناس بما قاله العلم في مسألة “إحصائات أو خلافه” ويكون للعميل الأخذ بها أو عدمه ..
تجربة الكوتشنج في العموم مناسبة لكل من يريد أن يصل إلى نتائج مختلفة في حياته .. وهي تعزز الروابط والقيم الإنسانية .. ومن خلال النظر الذي يشكل الوعي الجمعي للمجتمعات، الذي يراعي مجموع قيم وقدرات الأفراد في العلاقة بشكل منصف وحيادي وراغب في التطور وتجاوز التحديات، وبوجود التزام جاد بالفعل من الأطراف الفاعلة والمؤثرة، نصل إلى نتائج مذهلة بتوفيق الله وإعانته …
ليس منا من لا يحتاج كوتشنج العلاقات في أي وقت في حياته، فإنجازات حياتنا كلها تتم من خلال تفاعلات مع آخرين، منها نشكل وعينا وقصصنا، وبالطبع لا توجد علاقات مثالية، وهناك دائما مساحة للتحسين والتطوير في علاقاتنا الإنسانية وتعاوننا مع الآخرين ..
#فكر_قرر
#كوتشنج_علاقات
#Relationship_Coaching
#Coaching
#ICF
#ICF_Egypt